الأتش عــــضــو جـــديـــد
الابراج : مواضيع العضو : 46 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: كلام في الشعر وقصيدتان الخميس يناير 08, 2009 6:06 pm | |
| كلام في الشعر(وقصيدتان) الشعر لغة موسيقية وليدة معاناة تحمل رسالة إنسانية قاصدة الوجدان والفكر والخاطر غايتهاإحداث هزة في الأذواق وتغيرا في الإنطباع..والشعر ينساب داخلنا بإيقاعه الساحرونسجه الجميل وصوره الأخّاذة ليحرك الطاقات الكامنة ويفتح المساحات المغلقة وينبه المشاعر الساكنة ويشعرنا أن لنامساحات وأحاسيس وإمكانيات أرحب وأكبرويجعلنا أكثر حياة. وكما نجمّل خارجنا فالشعر معني بتجميل داخلنا ووضع القيم الجمالية في مكانها الصحيح فهو يحاول الوصول بنا إلى تلك الشخصية المتوازنة في كل مكوناتها .. السليمة الإنطباع الثابتة تجاه ما حولها من تيارات ومؤثرات خارجيّة فلا تأثير جاذب إلاّ بمقدار ما تحمل من جمال يتلقاه ذوق سليم قادر على التمييز نا فر من كل مسف هابط وقد يقال أن الجمال والمعاني الجمالية شيء نسبي كما قلت في إحدى قصائدي والحسن مجال نسبي .. ما ترفضه قد أقبله والحقيقة لا..إنها حقائق ثابتة والجمال جمال والقبح قبح خاصة فيما يخص المعاني والقيم... والجمال بالحس الإنساني السليم صورة متكاملة تجمع الظاهر والباطن ( وإذا جميل الوجه لم يفعل جميلا ماجماله) وإنما يكون الخلل من فساد الذوق وفي ميل النفس والشعر معني بتعديل الإنطباع وتقويم الحس. وإن قلنا كيف نصدر حكمنا القاطع واللبس وارد نقول إن الحكم الفاصل مستمد من مصدر الجمال الأول مصدر الإشعاع والنور الدائم...فنحن بما فينا من غواية وميل وهوى قاصرون وقد نزلت الشرائع لتقويم إحساسنا وعلاج أذواقنا وتصحيح انطباعاتنا ...فهذا حرام وهذا حلال ..أراها هذا قبيح وهذا جميل ولنبحث نحن في نواحي الجمال والقبح وفي الحديث أومعناه (لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)..والهوى ميل وحب فقد حدث تعديل للذوق والإنطباع وفي التنزيل( فيطمع الذي في قلبه مرض) فكأن الإنطباع والتلقي الغير سليم ناشيء عن خلل داخلي للمستقبل..والشعر بطاقته المحدودة بموهبة وملكة المبدع يعمل في هذا الإتجاه (تعديل الإنطباع وتقويم الأذواق) لقد تطرقت إلى مفهوم الشعر وغايته على قدر درايتي وانطباعي وهو موضوع يحتاج لتأمل ودراسة وانقطاع وليس لدي وقت للخلو فيه إلى نفسي أو الإطلاع والدراسة حاليا وذلك يعقد اللسان ويقيد الفكر وانتظار الفرج عبادة. والقراءة كالوقود للمركبة بغيرها لاحركة معذرة إذا استطردت وخرجت وأكمل....لقد قدمت انطباعي عن مفهوم الشعر وغايته اوهدفه وهو هدف جد خطير ودقيق وللشعر أو الشاعر أهميته يقدر بعده او قريه من ذلك الهدف ...فما مجال الشعر ومضمار عمله إن مجال الشعر ونطاق عمله واسع فالشعر يتناول الحياة كلها ويعكس صورة العصر بكل متناقضاتها وإذا ارتيط ذلك بهدفه كانت مهمته دقيقة ... والشعرفن والشاعر فنان يلتقط الصور بحساسيته الفنية وعلى قدر تلك الحساسية يكون قدره وقدرعمله وهو يعكس الصورة يما تحمل من متناقضات وما فيها من صحة ومرض بعد أن تدخل معمله ويحدث فيها تفاعلاته وتبدعها ريشته وقناعات الشاعر وانطباعاته وانفعالاته جزء من الإنفعالات العامة.... ثم على الشعر بعد ذلك أن يقدم النموذج فهو يرسم منهجا بلوحاته فيقيم صورا ويسقط أخرى طبقا للمعاني الجمالية الراسخة في الحس والوجدان كما أن الشعر معني بكل العناصر المكونة للنفس البشرية وأدق خفاياها كل عنصر له أهميته في التركيبة المتوازنة والغرائز جزء من مكونات النفس البشرية وليست أرقاها وهو يتناولها بما يتناسب مع مكانة الإنسان وسمو خَلْقه وإن من يحصر نفسه في غرائزه لايساوي إلاّ تلك الغرائز وطاقة الإنسان وملكته أوسع وأرحب وقد يخطيء الشعر والشاعر هدفه فلا كمال إلاّ للكتاب المنزل ونحن لا نوجه أسنة الغضب ولاأنصال اللوم ولكن نقوّم بالجمال مااعوج بالشطط فنحن نسير كفوج واحد نؤدي ما علينا والشعر يخاطب الإنسان أينما كان ...وليس محصورا في القناعات والمزاج الشخصي..بل يعايش كافة الإنفعالات والإنطباعات الأخرى ليؤثر فيهاولا يتركها للتيارات المحيطة لتحدث فيها تأثيراتها المعكوسة ..والذي يختصر عملة على ترجمة قناعاته واتجاهاته يؤثر السلامة ويختصر تجربة المعاناة وهو محمود بقدر سمو هدفه وعلو معانيه ونقدر فنه إذا كان يعكس موهبة وملكة حقيقية. ولكن سماءنا وأجواءنا أصبحت مكشوفة والأبواب المغلقة لا تمنع وصول المؤثرات الخارجية وصارت عقولنا وقلوبنا مستهدفة .. ولا بد من النزول والمناقشة والطرح.. والغاية كما مر خلق الحس الجميل الذي لايميل مع المسف والهابط ..وأكثر تلك المؤثرات الخطرة تلك التي تتناول علاقة الرجل والمرأة وهي أهم علاقة إنسانية بقوامها قوام الحياة...لقد ذهبوا يشوهونها وينشؤن عليها تجارة فاسدة وراحت تجد انجذابا لدى أذواق مريضة وصوروا المرأة غانية رسالتها تنحصرفي جسدها ومواهبها في الجذب والإثارة وهذا جدير أن يدمر الحياة كاملها للأن من لم يسر على النهج الذي خلق له يضمحل ويتفكك وينهار... غير أننا نعيش أيضا حياتنا والشعر إنسان له سموه وله نزقه المقبول وأنا من هذا المنطلق كتبت دواويني عن الحب والمرأة.. شملت مجموعتين الأولى: تصور الحب والمرأة كما نحلم بها ونتصورها وهي التي تقدم النموذج ومنها دواوين 1- سنظل نحب ( هو أول دواويني وقد كتبته بخط يدي هو ونظيره أوهام الحب) 2- حبك صعب 3- مملكة الحب كانت أول قصيدة في أول ديوان هي أول شيء أول شيء أول شيء هو أن نعرف كيف نسمي الأشياءْ هو أن نعرف كيف نحس معاني الأسماءْ هو أن نفهم أن المرأة ليست كأسا وإناءْ ليست إشباعا وقتيّا ليست تنفيثا حسيا ليست تمثالا حجريا نكسره بعض الأحيان نهمله خلف الجذران لوأنا لا نرضى تشويه الغربْ وكؤس الموت الملفوفةِ ببريق عذبْ من أوهام الجنس وأفلام الرعبْ لو نعرف أن طريق الموت طريق صعبْ لو أنا نفهم أن الأنثى أيّة أنثى ...عرضْ لانتركها تهوي للأرضْ لا نرضى .. بل نمحو لوحة (هذي أنثى ..للعرضْ) عار أن نقبلها سلعهْ بل نرفعها كي نجعلها قلعهْ صرحا وبناءْ لو نسقطها فسنسقط أنفسنا لو تهوي .. تهوي معها أرؤسنا نفقد أبهى الأشياءْ إن المرأة تعني أغلى الأسماءْ حين نراها الكف الأخرى حين نراها العين اليسرى بل حين نراها نصف القلبْ فسنبدأ ..نعرف معنى الحبْ
الثانية: تناقش الصور المستفزة والأحاسيس المعكوسة ومنها دواوين 1- أوهام الحب 2- عصر الأقمار 3- مع سبق الإصرار وقد وجدتني أناقش بعض صورها بصراحة وكانت من قصائد تلك الدواوين مرافعة بائعة هوى - الرجل الثاني - امرأة في الضباب -مسخ امرأة - الملف المغلق -امرأة من زجاج - عصر الأقمار وسأوردها هنا.. وأنا إن وفقت للهدف فذلك المبتغى وان ابتعدت فما نزال ننظر وندقق ونصحح عصر الأقمار فـي عصر الأطبـاقْ صـار الجنس يجهـز في برنامج ..طبق اليومِ ويعـرض كي يرضي كـل الأذواقْ صـار يعلب للأسـواقْ قد زاد الطلـب وزاد العرض وصار سباقْ ونزعنـا اللقمـةَ من أفواه صبايانـا ولهثنـا مشدودى الأعين والأعنـاقْ ونسـينا ورمينـا .. كل قضـايانا وقعدنا نبحث في الآفـاقْ ونفتش عن طبق أشـهى يعجبنـا ضمن الأطبـاقْ عن كأس يمشي كالنـارِ إلى الأعـماقْ عن جسد ..مملوء عهـرٍ وضـياع ونفـاقْ نشـربه .. نأكـله بالأحـداقْ ندخـله كالنسـاكِ ونذبح فيـه الأشواقْ * * * كيف أصوغ لك الأشعـارَ وكيف أبث لك الأشواقْ حولي .. في الإصباحِ .. وفي الإمساء ..وفي الإشراقْ مائة نـهد ..تجـلدني وتحـرضني أن ألقـيَ ماسطرنا .. من ميثـاقْ أن أحرق كل ودادِ ووفاقْ ألاَّ .. أكتب شعـراً في الأحـداقْ أن أكتب شعـري حول الخصـرِ وفوق السـاقْ مائدة الجنس تقدم دومـاً أشهـى الأطبـاقْ ماعنـدك شيء يرضيني .. قـد صرت خبـيراً ذوّاقْ ماعاد الحب .. سوى هـذا الجنس المتجـِّردِ هـذا العشق الدفـاقْ * * * هذا عصر الجنس .. وعصر العنف..وعصرالخوفِ وعصر اللوثة والإرهاقْ قد كثرت فيه الأسمـاءْ واضطربت فيـه الآراءْ وازدحمت فيه الأرجـاءُ وضـاقْ ضاق الجو .. وضاق البر.. وضـاق المـاءْ أين نسـيرُ .. لأي مصيرٍ قد رحنـا نلهثُ في هـذا العصر الفوضاويِّ وفي هـذا الإغـراقْ أين سنهرب من هذا الحزن وهـذا الخوفِ وهذا الضعفِ .. وهـذا المقتِ وهـذا الموتِ البراقْ بل كيف سنهرب .. إني موثوق السـاقْ أين سـيرمينا .. هذا العصر العمـلاقْ عصرٌ..صلبَ الحبُ عليهِ ومـاتت فيه الغـيرةُ والأشواقْ إنـَّا نغرقُ لكنـَّا لا نلقـى من يلقـي الأطواقْ قدمت قصيدتين لأنهما يمثلان ديوانين كل منهما له تناول وكان كل ديوان ونظيره يكتب في وقت واحد.. وسنكون على الطريق نقلب النظر ونحاول أن نكتب من جديد وربما اختلفت رؤيتنا وتطورت والمتأمل يظل تلميذا طوال عمره | |
|